مناقشة موضوع "الضمان الاجتماعي والعمل الخيري" في اللقاء الثاني ضمن فعاليات على طاولة الحوار الأكاديمي بكلية الاقتصاد والإدارة

أوصى اللقاء الثاني ضمن فعاليات برنامج على طاولة الحوار الأكاديمي بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بضرورة إنشاء هيئة مستقلة أو جهة مختصة برعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدعم مشروعات الأسر المنتجة في المملكة العربية السعودية من أجل جمع شتات هذه المشروعات والنهوض بها والتيسير على أصحابها في جودة الانتاج والتسويق بما يعود بالنفع على هذه الأسر والمجتمع في آن واحد , كما أوصى اللقاء بضرورة عقد لقاء تنسيقي بين الجهات ذات العلاقة بالضمان الاجتماعي والرعاية المجتمعية للفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً حتى يتم تصنيف هذه الفئات بدقة والتعرف عليها بوضوح من أجل أن يذهب الضمان الاجتماعي لمستحقيه فقط , وحتى يتم تعظيم الفائدة المرجوة من الضمان الاجتماعي الذي تنفق عليه الدولة بسخاء , ودعا اللقاء إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية الإعلامية لتحديد الفئات الأحق بأموال الضمان الاجتماعي باعتبارها أموال زكاة يجب أن تذهب لمن يستحق فقط , وتحديد مواصفات المستحقين حتى لا يحدث خلطاً بين أموال الزكاة وأموال بيت مال المسلمين , وشدد اللقاء على ضرورة رفع مستوى الخدمات في الأربطة .

كما كشف اللقاء عن قرب صدور نظام للتأمين الطبي للمشمولين بمظلة الضمان الاجتماعي , وكذلك قرب حل مشاكل الأربطة الموجودة في المملكة وخاصة مدينة جدة التي تكاد تنحصر فيها الأربطة المتبقية بعد اختفائها من مكة الكرمة والمدينة المنورة تقريباً خاصة بعد مشاريع التوسعة الضخمة للحرمين الشريفين .

جاء ذلك في لقاء ( على طاولة الحوار الأكاديمي الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة بالجامعة , وعُقد برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل بن عبد العزيز آل سعود المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية , وبحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة سلطانة بنت بدر بن سعود بن عبد العزيز , وتحدث في اللقاء كل من محمد بن عبد الله العقلا وكيل وزارة الشئون الاجتماعية , والدكتور صالح بن عبد الرحمن السعد أستاذ كرسي الدكتور عبد الهادي طاهر لأبحاث فقه ومحاسبة الزكاة , ومازن بن محمد بترجي رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة , وندى بنت عبد الله البواردي رئيس جمعية بنيان   الخيرية النسائية للتنمية الأسرية , وجاء اللقاء تحت عنوان ( الضمان الاجتماعي : الانتقال من الرعوية إلى التنموية .

وفي مستهل رحب الاستاذ الدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري عميد كلية الاقتصاد والإدارة بالمشاركين , ووعد باستمرار هذه الفعاليات التي تستضيف نخبة من المعنيين بقضايا الوطن اللقاء , ثم تحدثت سمو الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل عن أهداف , وفلسفة , واستراتيجية مؤسسة الملك خالد الخيرية فقالت : لقد خصص ورثة الملك خالد ثلث تركته لأعمال الخير وهو ما قامت عليه مؤسسة الملك خالد الخيرية منذ عام 2001 م , بعد إشهارها في ذلك الوقت بعد أن كان يتم الإنفاق على أعمال الخير قبل ذلك .

من جهته شدد محمد بن عبد الله العقلا استمرار صرف الضمان الاجتماعي لغير القادرين على العمل ولن يتم التحول من الرعوية إلى التنموية في هذا الصد ووفقاً لهذا المفهوم حرصا من الدولة على رعاية الفئات الأكثر احتياجاً والفقراء خاصة المطلقات والأرامل وغير القادرين عن العمل وفي أوجه الانفاق التي تتبناها الدولة حاليا عبر الضمان الاجتماعي , مشيراً إلى أن عدد حالات الضمان الاجتماعي حاليا يبلغ 781.218 حالة وبمخصصات تبلغ 13.035.787.313 ريال , فيما يبلغ عدد مستفيدي أسر السجناء 5121 حالة , وبمخصصات تبلغ 102.592.973 ريال , وتبلغ ميزانية المعاشات 14.262.842.266 ريال , وميزانية المساعدات 6.659.586.474 ريال , وميزانية البرامج المساندة 2.632.853.293 ريال , بمجموع 23.555.282.033 ريال . وأشار العقلا إلى أن عدد المستفيدين من برنامج تسديد جزء من فواتير الكهرباء منذ إقرار البرنامج في 22 / 7 / 1430 هـ بلغ 297148 وبقيمة بلغت 1.984.295.641 ريال . كما شمل برنامج الفرش و التأثيث 2658 وحدة سكنية, بقيمة 71.992.700 ريال . وشدد العقلا على أهمية ونتائج لصرف الآلي لمستفيدي الضمان الاجتماعي عبر 4 ألاف وحدة صرف آلي بالمملكة ومن خلال متابعة 100 مكتب للضمان في مختلف المناطق .

وركز العقلا على أهمية البحوث التي تجريها الوزارة وقال منها بحوث ميدانية , وبحوث مكتبية , وبحوث آلية لتنقية جداول المستفيدين من الضمان الاجتماعي / مشيراً إلى أن تكلفة هذه البحوث تبلغ 700 ألف ريال سنوياً من أجل أن تصل أموال الضمان إلى مستحقيها .

من جهته , تطرق الدكتور صالح السعد إلى مشروعية استثمار أموال واستعرض أقوال الفقهاء في هذا الصدد , موضحاً أن الهدف الرئيس من فرض أموال الزكاة على أموال الأغنياء هو معالجة مشكلة الفقراء بإعفافهم عن تكرار المسألة وإخراجهم من حيز الفقر والعوز إلى الكفاية والاستغناء , مشيراً إلى أن مشكلة الفقر ما لم تعالج شفافياً فإنها ستبقى سبباً لويلات تصيب المجتمع وتقض مضجعه .

على الصعيد نفسه استعرض مازن بترجي رئيس جمعيو البر بجدة إلى دور جمعيات البر في التكامل ومع الضمان الاجتماعي لمساعدة الفقراء والمحتاجين , وشدد على أهمية تمويل مشارع الأسر المنتجة , مع مساعدتها بدراسة الفرص الاستثمارية ذات الجدوى الاقتصادية , مع تقديم المشورة المالية والإدارية والتسويقية لها , وفي سياق متصل أوضح بترجي أن هناك تنسيق بين جمعية البر ومحافظة جدة لحل مشاكل الكثير من الأربطة الموجودة في جدة حيث يوجد 70 رباطاً بينهم 30 رباطاً تعود ملكيتها لوزارة الأوقاف .

على الصعيد نفسه قدمت ندى البواردي عدة مقترحات لتحويل الضمان الاجتماعي من الرعوية إلى التنموية ومن بينها : ربط استمرارية الضمان بالتعليم والعمل , ايجاد لجان متخصصة لدراسة أوضاع منة هم في سن الالتحاق بالتعليم , وضع أولوية وامتيازات للأسرة المتعلمة العاملة , لا يعني الالتحاق بالضمان الاجتماعي استمراريته مدى الحياة , وتغيير استراتيجية المساعدة المقطوعة المقدمة من الضمان الاجتماعي إلى الأسر المحتاجة من خلال المساعدة مرة واحدة .


آخر تحديث
12/23/2012 8:43:28 AM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :